الفوركس و ما يقال عنه؟ شرعيته و تداوله و متطلبات النجاح فيه

أن اصل كلمة فوركس مكونة من كلمتين من اللغة الانجليزية هما Foreign Exchange .

الفوركس هو عبارة عن السوق العالمي الذي يتم فيه تبادل العملات أي بيعها و شرائها، حيث ترتفع قيمة العملة لدولة ما عند ازدياد الطلب عليها نظرا لتحسن وضعها الاقتصادي، و في هذه الحالة يقدم المتداولون بنوكا أو مؤسسات أو أفرادا على شراء هذه العملة مما يؤدي إلى ارتفاع قيمتها.

 فيما يخص هبوط العملة، فالأمر معاكس حيث ظهور البيانات الاقتصادية السلبية لدولة ما يؤدي إلى تناقص الطلب عليها و بالتالي انخفاض قيمة عملة هذه الدولة.
ما يقال عن الفوركس

تترد بعض المفاهيم الخاطئة على أسواق المال مثل الفوركس و البورصات، و من أكثر الأقوال شيوعا هي :

أن هذه الأسواق هي عبارة عن لعبة قمار مثل الروليت أو البوكار أو ما شابهها. السبب في ذلك ان البعض سبق و أن دخل هذه الأسواق و حقق ربحا في بعض العمليات عن طريق الصدفة، ثم خسر فيما بعد كل ما ربحه بل و خسر رأس ماله. و من هنا ظهرت هذه الفكرة التي بدأت تنتشر لأن العديد من الناس دخلوا السوق بطريقة عشوائية و دون أي دراية بطبيعة العمل في هذا السوق و الآليات التي يجب التوفر عليها لدخول هذا العالم.

المفهوم الثاني أن الربح يحقق على حساب خسارة الآخرين. و الحقيقة أن لكل متداول طريقة للشراء و البيع، و أن مستوى الشراء لبعض المتداولين يعتبر مستوى مناسب للبعض الآخر للقيام بعمليات بيع.
شرعية الفوركس

بداية، أريد أن أوضح أن هذا الموضوع لا يمكن ان اجتهد فيه، و ما ورد من محتوى فيه ما هو إلا خلاصة لما قرأت من فتاوي حول شرعية الفوركس.

من الناحية الفقهية و الشرعية فإن المبدأ العام لشراء سلعة ما يجب أن يؤدي ثمنها كاملا عند عقد أي صفقة، و  نظرا لأن سوق العملات أي الفوركس يعتمد فيه المتداولين على الرافعة المالية و التي تكون غالبا 100، أي أن ما يدفعة المتداول يضرب بـ 100. بمعني آخر فإن المتداول لا يدفع إلا واحد بالمئة من ثمن الصفقة، و عليه فقد اجتمع الفقهاء إلى وضع شروط للمتاجرة بهذا المبدأ و هو:

أولا : أن نشاط شركة الفوركس أي الوسيط الذي يتم التداول عن طريقه لا يمارس أي نشاط مخالف للشريعة الإسلامية.

ثانيا : أن لا تحسب فوائد ربحية أو ما يطلق عليه بمصطلحات الفوركس Swap

  في هذه الحالة سيعتبر أن المتداول قد اقترض دينا بدون فوائد. و عليه فإن معاملته تعتبر حلالا و موافقة للشريعة الإسلامية. كيف يتم التداول؟
كان تداول العملات في الماضي مقصورا فقط على البنوك و المؤسسات المالية، إلا أن تطور وسائل الاتصالات و ظهور الانترنيت، مكن الأشخاص الطبيعيون من ولوج عالم الأسواق المالية ، سواء اكان الأمر يتعلق بسوق الفوركس او الموادا لأولية او البورصة ... أصبح تداول العملات من الأمور اليسيرة للأفراد و الأشخاص العاديين، حيث أن فتح حساب في أحدى شركات الوساطة و المعروف بالبروكر، و الذي يلعب دور الوسيط بين  المتداول و السوق العالمي، أصبح من الأمور السهلة لأي فرد له أدنى دراية باستخدام الانترنيت. 
النجاح في سوق الفوركس

للدخول إلى أكبر سوق في العالم، و الاستفادة منه و الدخول مع اكبر البنوك و المؤسسات المالية و أغنياء العالم، يتطلب منك معرفة آليات العمل و المحرك الأساسي لحركة العملة و فهم الركائز التي يستند عليها هذا السوق.

و من هنا فكل من يرغب في تحقيق الأرباح من هذا السوق، يجب أن يكون ملما بمحورين أساسيين و هما:

1. التحليل الفني:

إن إتقان التحليل الفني يمكن المتداول من جني الأرباح سواء على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد، اعتمادا على طبيعة و أهداف المستثمر.

 (لمعرفة المزيد يمكنكم الرجوع إلى موضوع التحليل الفني المنشور على هذه المدونة)

2. التحليل الأساسي:

 أن يكون المتداول على دراية و وعي للأخبار الاقتصادية و مواكب لها، و التي من شأنها أن تؤثر على عملة دولة ما,  و يعتبر التحليل الأساسي جوهر الاستثمار البعيد و السياسة العامة للبنوك و المؤسسات المالية.

(لمعرفة المزيد يمكنكم الرجوع إلى موضوع التحليل الأساسي المنشور على هذه المدونة)

 و من هنا نستطيع أن نقول إن العمل في الأسواق المالية ليس مجرد فتح حساب و القيام بعملية شراء أو بيع بطريقة عشوائية أو الاعتماد على توصية مقدمة من شخص ما أو موقع ما أو جهة ما.

 31 10 2012
حاتم العلمي CFTe
https://www.facebook.com/hatim.elalami