Couverture

Couverture
مدونة المتداول العربي للفوركس تحتوي على مواضيع تتعلق بالتحليل الفني و الأساسي و تشمل مواضيع مختلفة كما يوجد مؤشرات و كتب للتحميل

الاثنين، 25 فبراير 2013

الهيدج



كثيرا مانسمع عن الهيدج و أن العديد من المتاجرين يحققون أرباحا كثيرة منه. و لهذا رأيت من الضروري أن أتناوله في موضوعي هذا بشيء من التفصيل، و أن أسلط الضوء على ايجابياته و سلبياته.

تعريف الهيدج

هو القيام بعمليتين بيع و شراء في نفس الوقت لنفس الزوج، و بهكذا يكون عند المتاجر عملية رابحة و أخرى خاسرة، و لا تتأثر محفظته مهما كانت حركة السوق حتى لو حصل انفجار سعري، أي تحرك الزوج حركة قوية قد تصل في بعض الأحيان إلى 500  أو 1000 نقطة، لأن المحفظة ستكون دائما في حالة توازن ربحا و خسارة.

فإذا صعد الزوج لعدد معين من النقاط، و عند مستوى معين يقوم المضارب بإقفال الصفقة الرابحة، أي صفقة الشراء منتظرا هبوط الزوج، و كل هبوط في هذه الحالة سيكون بمثابة ربح حقيقي يزداد إلى محفظته، و ذلك لأن عدد النقاط الخاسرة التي في صفقة البيع و التي لا تزال مفتوحة، بدأت في التناقص، أي أن المحصلة النهائية في هذه الحالة ستكون إيجابية، و ذلك لأنه في حالة إقفال صفقة البيع بخسارة تقل عن الصفقة الرابحة، يعتبر هذا الفرق هو الربح الذي تم التخطيط له مسبقا قبل الدخول إلى السوق، و فتح العمليات.
هذه هي الفكرة الأساسية للهيدج، و العديد من المضاربين يعتمدونه كإستراتيجية لتحقيق الربح، و أشهر البلدان المشهورة استعمالا للهيدج هي لندن، و لهذا نجد أن أكثر سيولة لسوق العملات (الفوركس) تكون عند افتتاح بنوك لندن.
ربما تظهر الفكرة بسيطة إلا أن تطبيقها ليس بهذه السهولة، لأن النقطة الأساسية هي تحديد المستوى الذي سيتم فيه إقفال العمليات الرابحة، حيث يجب أن يحدد بطريقة دقيقة جدا و مدروسة، كما يجب أن يتوفر المضارب على خبرة و نظرة واسعة لتحديد هذا المستوى، و إدارة الصفقة في حالة أن السوق لم يحترم المستوى الذي تم تحديده.
ففي حالة أن الزوج لم يرتد فيعني هذا أن خسائر الصفقة المفتوحة بدأت في التزايد عن الصفقة التي تم إقفالها بربح، و بالتالي ستكون الخسائر كبيرة و خصوصا في سوق مثل سوق العملات الذي يتميز بتأرجحه العالي جدا.
الهيدج كبديل لأمر وقف الخسارة
بعض المضاربين يستعملون الهيدج بديلا لأمر وقف الخسارة، أي يعتبره حماية لرأس المال، و ليست كإستراتيجية مضاربة. فهو يتبع إستراتيجيه معينة، إلا أن استخدامه للهيدج يكون في حالة أن السوق قد قام بتغيير الاتجاه الذي سبق و أن توقعه. و في هذا الإطار تعددت الطرق و من أكثر هذه الطرق شيوعا هي:

الهيدج الأحادي 

أي يعمل المضارب على فتح عملية معاكسة للعملية السابقة بعقود مساوية للعقود التي بحوزته، و يلجأ إلى تغيير إستراتيجيته الأصلية، حيث يعمل على فك الهيدج بالطريقة المتبعة لفك عقود الهيدج كما تم الإشارة إليه أعلاه.

الهيدج التبريدي المضاعف

أي يعمل المضارب على فتح عملية معاكسة للعملية السابقة بعقود مساوية لضعف للعقود الذي بحوزته. و في هذه الحالة فإذا تحرك السوق بمسافة تساوي مقدار لعدد النقاط التي فتح عندها الهيدج، فإن المحصلة النهائية ستكون مساوية للصفر، أي سيكون قد أقفل صفقته بصفر نقطة عوضا عن الخسارة، و يعتبر هذا ربحا بالنسبة له كون انه لم يخسر.
و لتتضح الرؤية و لزيادة الفهم، سأضرب مثالا:
لنفرض انه تم شراء 10 عقود لزوج الأورو دولار على ثمن 1.3200
و نظرا لأن الزوج لم يسير بالاتجاه المتوقع له و هبط، تم فتح 20 عقود بيع بثمن 1.3150
في هذه الحالة إذا وصل الأورو دولار إلى 1.3100 سيكون الربح مساوي للخسارة، و بهكذا تقفل الصفقة الرابحة و الخاسرة في نفس الوقت للتخلص من الصفقة الخاسرة.
و قد يلجأ المضارب إلى فتح عقود مساوية لثلاثة أضعاف العقود التي كانت بحوزته، و بهذه الطريقة يمكن أن يتخلص من الصفقة الخاسرة بسرعة مقارنة مع الهيدج الثنائي.
الفرق بين الهيدج و التعزيز
كما سبق تعريف الهيدج فإنه عملية بيع و شراء عقود، و يستعمله المضارب كأستراتيجية مضاربة أو كبديل لأمر وقف الخسارة.
 أما التعزيز فهو عبارة عن فتح عقود من نفس نوع العقود التي سبق و أن تم فتحها. و يلجأ المضاربون للتعزيز حسب حالة السوق، و من هنا يمكن تصنيف استعماله إلى:
عقود تبريد عكس اتجاه العملية المفتوحة
 أي إذا كانت العقود المفتوحة شراء و هبط السوق، فيقوم المضارب بفتح عقود شراء مرة أخرى، و إذا واصل الهبوط يعيد المضارب بدخول بصفقات شراء، للاستفادة من التصحيح الذي سيقوم به الزوج، و الذي سيكون على شكل صعود.
عقود تبريد في اتجاه العملية المفتوحة
و هنا يكون التعزيز باتجاه الصفقة الرابحة، أي بعد فتح عملية شراء و سار الزوج بالاتجاه الذي سبق و أن تم توقعه، يقوم المضارب بفتح عقود شراء أخرى لزيادة الربح.
ختاما، يجب الإشارة إلى أن الهيدج أو التبريد من التقنيات التي تتطلب كثيرا من الدراسة والدراية و التطبيق، و لهذا يمكن أن يكون الهيدج سببا لتحقيق ثروة، كما أن استخدامه بطريقة عشوائية قد يكون سببا مؤكدا لفقدان رأس المال. كما أن استخدام الهيدج لا يناسب نفسية جميع المضاربين.
و قبل فتح حساب مع أي وسيط لشركة فوركس، يجب التأكد أن هذا الوسيط يقبل أن تقوم بعمليات الهيدج، لأن البعض منهم يرفض مبدأ الهيدج، و خصوصا شركات الوساطة التي في الولايات المتحدة الأمريكية. و في حالة عدم الاستعلام عن هذا الموضوع، و كانت الشركة لا تسمح بنظام الهيدج فستكون النتيجة انه بمجرد أن تفتح صفقة بيع ثم شراء، فإن صفقة البيع سيتم إغلاقها في الحين و ستترك الصفقة الأخيرة مفتوحة، أي في هذه مثالنا هذا صفقة الشراء.
طبعا الحديث عن الهيدج موضوع يطول الحديث فيه، و أتمنى أن أكون قد أعطيت فكرة عن الموضوع، و أن يكون انطلاقة لمن يريد التوسع فيه.
و في الختام أرجو من لديه سؤال أو استفسار أن يطرح استفساره في المدونة لتعم الفائدة على الجميع. إذا أعجبكم الموضوع لا تنسونا من الدعاء والله ولي التوفيق.

25 02 2013
حاتم العلمي CFTe


 
banner

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إذا أعجبك الموضوع او عندك اي سؤال، أرجو ترك تعليقك او سؤالك