يوميا
أجد نفسي ملزما للجواب على سؤال يتم طرحه علي في الفيس بوك أو عبر رسائل البريد الإلكتروني أو ... . هذا السؤال هو: ما هو المبلغ
الذي يمكن أن أربحه إذا كان حجم محفظتي ..... ؟ أو بصيغة أخرى: أريد أن أربح مبلغ 1000 دولار مثلا، فما هو المبلغ الذي
يجب أن أتوفر عليه في محفظتي؟ من هنا وجدت انه من الأفضل الإجابة على هذا السؤال
بشكل مقال أحرره في مدونتي لتعم الفائدة. يمكنني أن أجيب ببضعة كلمات أو أسطر، و
لكن أردت أن يكون الجواب مفصلا حتى يتم تصل الفكرة بشكل واضح.
بداية، يجب الإشارة إلى ان الكثير من
المتداولين في الأسواق المالية سواء أسواق العملات (الفوركس) أو البورصات يتطلعون
للربح الكبير جدا جدا من رأس مال صغير و في وقت قليل جدا. الطموح صفة جيدة و
مرغوبة و لكن يجب أن يحكمه المنطق. قبل الدخول في الموضوع أرغب في طرح سؤال و
الإجابة على هذا السؤال أعرفها مسبقا، و لكن أريد أن تجيب نفسك. لماذا الكثير من
المتداولين لم يحققوا ربح من الأسواق المالية، بل و خسروا كثيرا بالرغم من انهم
يتداولون لسنوات عديدة؟
يجب في البداية تسليط الضوء على عامل هام جدا
يلعب دورا لا يستهان به في النتائج النهائية، و هو إدارة رأس المال. إن إدارة رأس
المال ليس بالموضوع الهين الذي يمكن أن نختصره في هذا المقال، و لكن سنسلط الضوء
على أحد الأفكار فيه، و هو العامل الذي على أساسه يتم تحديد حجم العقد.
إن
حجم العقد له علاقة وطيدة مع حجم رأس المال، و نسبة المخاطرة. فعند الدخول في صفقة
ما يجب تحديد مسبقا نسبة الخسارة التي يمكن أن نقبلها، و يجب أن لا نستبعد الخسارة
رغم ثقتنا بقدراتنا في التحليل، انه يجب دائما توقع احتمال حدوث حركات غير متوقعة.
عرضنا لموضوع إدارة رأس المال و ربطه
بنسبة المخاطرة له علاقة بالعنوان الرئيسي و المتعلق بنسبة الربح المتوقعة من
محفظتك. فعندما ترغب في تحقيق ربح كبير، يتبعه بالضرورة تقبلك لخسارة نسبة كبيرة.
و من الضروري التذكير أن نسبة الخسارة الكبيرة ستؤثر حتما على نفسية المتداول بشكل
سلبي، و ستشعل فيه رغبة التعويض السريع، أو كما يتردد في نفسية الكثير من المتداولين
بالرغبة بالانتقام من السوق. هنا سيجد نفسه المتداول قد دخل في دوامة العقود
الكبيرة لتعويض ما سبق أن خسره و يدخل في خسارة أكبر مما خسر.
بعد سلسلة من الخسائر يبدأ المتداول ثم التوجه
إلى المنتديات العربية و الأجنبية بحثا عن إستراتيجية سحرية تعوض له ما فقده. و
البعض يبدأ في التنقل من كتاب إلى آخر و من موضوع إلى آخر من مواضيع التحاليل
الفني أو التحليل الإساسي، لعله يجد ما يشفي غليله و يجعله يعوض ما فقده. و من هنا
سنطرح السؤال المتعلق بالحل و ما هي النسبة التي يجب المغامرة بها؟
نسبة
المخاطرة لكل عملية و للمحفظة:
سنعرض هنا إدارة رأس مال حكيمة و غير متهورة
لنحقق الهدف الأول و هو المحافظة على رأس المال، ثم تحقيق الهدف الثاني و هو الربح.
من الخدمات التي أقوم بتقديمها هي تقديم
توصيات و إدارة رأس المال. و قبل البدء في إرسال التوصيات أو إدارة رأس المال، من
الضروري جدا أن يكون المستفيد من الخدمة ملما بمبادئ أساسية لإدارة رأس المال حتى
تكون النتائج النهائية مرضية. هذه المبادئ يتم أخبارها فيها من طرفي قبل إرسال أول
توصية أو القيام بأول عملية إذا كنت مديرا للحساب. و يجب أن يفهما جيدا لأنها
أساسية في تحقيق الأرباح. حررت الأسطر السابقة لإبراز أهمية إدارة رأس المال، و
دورها المهم في النتائج النهائية.
بداية يجب الإشارة إلى أن هناك
نوعان من المخاطرة و هي المخاطرة لكل عملية و المخاطرة برأس المال.
المخاطرة
لكل عملية:
يجب من البداية تحديد نسبة خسارة مقبولة
و التي يجب أن تتراوح بين 1 إلى 3 بالمائة. اختلاف النسبة يرجع إلى مدى اقتناع
المتداول من وضعية الزوج و قوة الصفقة. طبعا موضوع التحليل و تقدير هذه الأمور تعتمد
بالدرجة الأولى على المتداول و خبرته و مدى احترافيته للتحليل الفني. و ذكرت
التحليل الفني لأنه بوجهة نظري هو الأساس في التداول لاحتواء المخططات البيانية
لجميع تأثير الأخبار الاقتصادية كيفما كان نوعها.
المخاطرة
برأس المال:
عادة بعد أن يتم الدخول في صفقة و قبل إقفالها
سواء بربح أو بخسارة، تظهر فرصة أخرى يمكن الدخول بها. و من هنا يجب على المتداول
تحديد الحد الأقصى لنسبة الخسارة لجميع صفقاته المفتوحة، و عدم فتح صفقات أخرى حتى
الانتهاء من الصفقات المفتوحة أو تغيير أمر وقف الخسارة لصالح الصفقات المفتوحة، و
هو الأسلوب الذي أعتمده دائما في تداولاتي.
هذه النسبة تختلف من متداول إلى
آخر، و لكن من المفضل عدم تجاوز نسبة 5 بالمائة.
مثال رقمي:
سأعرض في هذا المثال فكرة الالتزام
بإدارة رأس المال و النتائج التي يمكن أن يحصل عليها المتداول.
سنعتبر أن المتداول يملك رأس
مال صغير مقدر بـ 2000 دولار. سنعتبر أن أرباح هذا المبلغ لن تسحب و ستضاف إلى رأس
المال ليتم التداول بها.
نسبة المخاطرة من 1.5 إلى 2
بالمائة من رأس المال لكل عملية.
نسبة المخاطرة 3 إلى 4 بالمائة
من رأس المال لجميع الصفقات المفتوحة.
نسبة الربح المستهدف في الشهر
هي 10 إلى 15 بالمائة، و لكن سيتم اعتماد 10 بالمائة فقط في الحسابات الآتية:
المدخول الشهري في نهاية الشهر
الأول من السنة الأولى هو 200 دولار.
المدخول الشهري في نهاية السنة
الأولى هو 570 دولار.
رأس المال في نهاية الشهر الأول
هو 6275 دولار.
المدخول الشهري في نهاية السنة
الثانية هو 1790 دولار.
رأس المال في نهاية السنة الثانية هو 19700
دولار.
يمكن معرفة نتائج السنة الثالثة
و الرابعة و باقي السنوات، عن طريق إدخال المعطيات السابقة الذكر في برنامج أكسل
أو بطريقة حساب يدوية. كما هو ملاحظ، انطلاقا من مبلغ صغير فإنه يمكن تحقيق أرباحا
جيدة لو تم الالتزام بإدارة رأس المال.
ختاما، يجب الإشارة إلى أن النجاح
في التداول لا يتطلب فقط إدارة رأس مال، و إنما يتطلب أيضا احترافك للتحليل الفني
و معرفة تحديد نقاط الدخول و الأهداف و أمر وقف الخسارة بطريقة صحيحة و كذلك الالتزام.
أرجو أن يكون هذا المقال مفيدا، و أعتقد أن السؤال الذي يطرح علي عادة (تم الإشارة اليه في بداية المقال) قد أجبت عنه
بإسهاب.
لمزيد من المعلومات، يمكنكم طرح
تساؤلاتكم هنا في المدونة أو الاتصال بي.
26 12 2014
حاتم العلمي CFTe
محلل
فني معتمد دوليا من طرف
الاتحاد الفيدرالي المحللين
الفنيين
بالولاياتالمتحدة الأمريكية.
بالولاياتالمتحدة الأمريكية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
إذا أعجبك الموضوع او عندك اي سؤال، أرجو ترك تعليقك او سؤالك