Couverture

Couverture
مدونة المتداول العربي للفوركس تحتوي على مواضيع تتعلق بالتحليل الفني و الأساسي و تشمل مواضيع مختلفة كما يوجد مؤشرات و كتب للتحميل

الجمعة، 25 مارس 2016

كيف تصبح متداولا ملتزما بطريقة عملك و إستراتيجيتك؟



في هذا الموضوع أريد أن أتناول سبب عدم التزام أغلب المتداولين لطريقة عملهم في التداول، أو ما هو متعارف عليه بالإستراتيجية. بداية ألاحظ أن الكثير من المتداولين المبتدئين أو حتى الذين عندهم فترة طويلة في الأسواق المالية كيفما كانت هذه الأسواق، سواء أكانت بورصات أو سوق العملات أو العقود المستقبلية أو المواد الأولية، أن اهتمامهم ينصب على تعلم استراتيجيه للربح منها، دون الاهتمام بأمور جوهرية، يمكن إيجازهما بالمحاور الآتية و هي:
أولا:  التحليل الفني
1) قبل التفكير في أن تتعلم أي إستراتيجية، يجب أن يكون عندك القدرة على قراءة و فهم المخطط البياني (التشارت) الذي أمامك. بمعنى آخر عدم إلمامك بمواضيع التحليل الفني، لن يوصلك إلى طريق الربح مهما بذلت من مجهود في تعلم أي إستراتيجية.
لمزيد من التوضيح، فتعلمك للتحليل الفني يعتبر هو الأساس الذي يجب أن تبدأ منه، فمثلا المهندس أو الطبيب أو المحامي أو أي شخص يحمل الشهادة الجامعية لم يصلوا إلى ما هم عليه دون المرور عبر المرحلة الابتدائية فالإعدادية ثم الثانوية وصولا إلى الجامعة و التخرج منها. لماذا يعتبر من البديهيات  التدرج في التعلم، عندما يتعلق الأمر بالشهادات العلمية، و عدم تقبل هذا المبدأ و تجاهله، عندما يتعلق الأمر بالتداول. المراد من استعراض هذه الحالات هي أن مرحلة تعلم الإستراتيجية تأتي في مرحلة متقدمة بعد فهمك جيدا لمواضيع التحليل الفني.

2) علاقة بالنقطة السابقة، فالعديد من المتداولين يكتفون فقط بقراءة كتاب أو مجموعة من الكتب، ثم مشاهدة بعض الفيديوهات باليوتيوب لينطلقوا بعدها للتداول على الحساب الحقيقي. يجب أن نتعمق في قراءة كل موضوع و معرفة الأمور الواجب مراعاتها و قوة كل أداة، و الوقت المناسب لاستخدامها، و لا نكتفي بالقراءة السطحية. كما يجب ربط المواضيع ببعضها حتى يكون عندنا تصور دقيق لاتجاه السهم أو الزوج أو ... . 

3) قد يلجأ البعض في اخذ دورات في التحليل الفني اختصار للوقت، انطلاقا من أن الوقت يقدر بمال، و في الوقت نفسه ليجنب نفسه خسائر محتمله في حالة عدم تسلحه بالعلم اللازم للدخول في التداول. بوجهة نظري أن هذه الفكرة جيدة، و لكن يجب اختيار الشخص المناسب الذي يمكن أن يعطيك هذه الدورة. فكما ألاحظ أن العديد من المواقع أو الأشخاص يعرضون دورات تعليمية في التحليل الفني، و هم يعتمدون على الناحية النظرية فقط. لهذا يجب اختيار الشخص المناسب الذي يتداول على حساب حقيقي و يحقق نتائج ثابتة و ايجابية بشكل دائم، حتى يصل بك إلى بر الآمان، مع مراعاة بذل المجهود من طرفك. فالتفاعل من طرفك شيء لا بد منه للنجاح، شأن الأستاذ الذي يلقي الدرس في فصل به 30 تلميذ، فالبعض يحصل على دراجات مرتفعة، و البعض الآخر لا يستطيع حتى الحصول على الدرجة التي تمكنه من النجاح.
ثانيا: الإستراتيجيات
1) هذه المرحلة يجب أن تأتي بعد الدراسة العامة لمواضيع التحليل الفني، إذ أن الإستراتيجية هي عبارة عن طريقة عمل ينهجها المتداول عند توفر ظروف معينة. هذه الظروف يستطيع المتداول تحديدها بعد أن يكون قد حلل المخطط البياني الذي أمامه. فكثير من المواضيع المنشورة في المواقع لا تراعي بشكل دقيق هذه الأمور. ربما صاحب الموضوع يكون على دراية بحيثيات إستراتيجيته، و لكن المتلقي لا يكون عنده الإلمام الكافي بدقائق الأمور الواجب توفرها للعمل بإستراتيجية معينة.

2) الكثير من المتداولين لا يتعمقون بقراءة الإستراتيجيات حتى نهايتها، و لا يعطون الوقت الكافي لأنفسهم للتدرب عليها، الشيء الذي يجعلهم في دوامة للتنقل من إستراتيجية لأخرى دون تحقيق نتائج نهائية مرضية. بالإضافة إلى انه يجب أن يكون عندك القدرة  على فلترة الاستراتيجيات الجيدة الصحيحة من الاستراتيجيات الصادرة عن المبتدئين و ما أكثر تواجدها في مواضيع المنتديات العربية و الأجنبية، و هذه القدرة لن تكتسبها الا إذا كنت مستوفي لمهارة تحليل المخطط البياني (التشارت) بعد إتقانك للتحليل الفني.

ثالثا: إدارة رأس المال
1) يجب تحديد نسبة تقبلها كخسارة قبل الدخول في أي عملية، و أشدد على نسبة تقبلها كخسارة. إن الدخول بعقود كبيرة بغية تحقيق أرباح كثيرة يعني مخاطرة كبيرة، و بالتالي سينعكس هذا بالسلب على المتداول و يفقده صفة الالتزام، و سيترك صفقته دون وضع أمر وقف الخسارة، و هنا ستتوالى الخسائر الكبيرة لينتهي الأمر بفقدان جزء كبير من رأس المال، إذ لم نقل رأس  المال كاملا.

2) عدم الالتزام يرجع إلى عدم تقبل المتداول للخسارة، فبمجرد خسارته لصفقة أو لصفقتين أو بعض صفقات متتالية، يشرع في البحث عن إستراتيجية أخرى. لهذا تعامل مع الخسارة على أنها من المصاريف الذي كنت ستقبل بها لو كان مشروعك على أرض الواقع، كإيجار لمحل تجاري أو أيدي عاملة أو تلف لبعض البضائع ... .

في الختام، التداول يجب أن يأخذ على محمل الجد، و رأس المال الحقيقي للمتداول الناجح هو معرفته لجميع العناصر التي تؤدي به إلى القيام بصفقات رابحة على المدى البعيد، و أن يكون ملما بأسباب الدخول و الأهداف و الخسائر. بمعنى آخر أن ربحه لصفقاته و تداولاته ليست مسألة حظ، و أنما هي عبارة عن أمور منهجية مدروسة لن يندم عليها بعد انتهاء الصفقة سواء كانت العملية قد تمت بربح أو بخسارة.
إذا أعجبكم الموضوع فلا تنسونا من الدعاء الصالح.

حاتم العلمي CFTe
يوم الجمعة 25 مارس 2016
00212664051817


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إذا أعجبك الموضوع او عندك اي سؤال، أرجو ترك تعليقك او سؤالك